مدونة سعيد كان

راودتني فكرة التدوين منذ فترة طويلة، وكان في كل مرة يثنيني عنها كثرة المشاغل، أو عدم الإقتناع بجدوى التدوين، فماذا يمكنني إضافته في عالم يعج بملايين المدونين وملايين المدونات، وعلى الرغم من عدم اقتناعي بفكرة التواري إلى الظل وجدتني أوفر نفسي في الظل لفترة ليست بالقصيرة، غير أنني كنت مقتنعا بأن اللحظة ستأتي، وأني سأجد نفسي في يوم من الأيام أركب الموجة وأجرب ذاتي على محك التدوين

تجري الأحداث يوميا أمامي وأجد لها تعليقا أو تفسيرا يمثل فكري واعتقادي، وأنخرط في حوارات مع أصدقاء ألتقي وأختلف معهم في المنطلقات والرؤى، ويزيد ذلك من فهمي لمجريات الأمور، وأحب دائما أن أعلق أن الحوار الذي لا ينفع طرفي الحوار أو لا يزيد من مداركهما أو مدارك أحدهما على الأقل، هو شخير أو نباح "مع كامل الإحترام" فمصيبتنا اليوم كعالم ينخره التخلف أن الحوار لدينا لم يعد في كثير من الأحيان يعني حوارا، فأصبح لسان الحال يقول :رأيي صواب لا يحتمل الخطئ ورأي غيري خطئ لا يحتمل الصواب

وفي عالم التدوين يسود نفس الفكر، فكثير من المدونات التي تتبنى حرية التعبير لا تتجاوز كونها حرة في شتم فلان أو التعريض بعلان، وخاصة في ما يتعلق بحكامنا، لست أدري، هل هو محاولة لإثبات الشجاعة أم ماذا، صحيح أننا اليوم يجب أن نتجاوز عقدة تقديس الأشخاص، وأن نقول هذا صواب وهذا خطئ، وأن لا نخاف في الله لومة لائم، غير أن السب والتعريض لا يقدم، إن لم يكن هو ذاته أحد أسباب التخلف، أما عن الطائفية والعصبية فحدث ولا حرج، أكاد أختنق وأنا أقرئ مدونات أبناء الوطن والدين الواحد يتناهشون انطلاقا من تصنيفات عرقية وطائفية، أما التناهش بين أبناء الديانات المختلفة فهذا مما جرت عليه العادة لدى بعض المدونين، كلهم ينسون في لحظة عصبية أصلنا البشري الواحد، والإنسانية التي تجمعنا، وينسون أننا مهما اختلفت أدياننا نلتقي عند رب واحد لا اختلاف عليه، وحتى إن لم نلتقي، فإن الأصل في الأمور هو التعايش والحب، وإلا فإن جحيم الحروب والطائفيات وقنابل الإرهاب التي تضرب عن اليمين وعن الشمال أصبحت أصلا جديدا حتى إشعار آخر

أحببت فقط أن أطلق العنان لبعض ما يشغلني، وأن أفتخ باب النقاش على مصراعيه، ولنا بحول الله لقاء